عزيزي القاريء أبق هنا لخمس دقائق فقط ومن ثم قرر ....
(( المشبك ...والصورة ))
ــ إلى أين ذاهب ؟
_ إلى بعض الأصدقاء ...هناك حفل تكريم وتوديع لإخوة لنا صدرت قرارات نقلهم إلى مناطق أخرى .
ــ حسنا ً . هاتفني خالي للتو مفيدا ً بأن مصلحة المعاشات والتقاعد ترغب التأكد من أوراق أخيك عبدالله لكي تتم إستمرارية صرف راتبه لإبنيه مازن وأحمد .
ــ وماالذي ترغبينه ؟
ــ أريد أذهب معك إلى بيت أمك فجميع الأوراق محفوظة هناك .
ــ لابأس . أنا في إنتظارك بالمركبة .
ــ هو ذاك .
ساروا سويا ً إلى هناك ...تخللت الرحلة بعضا ً من الأحاديث حول حياتهما .
ــ تفضلي بالنزول فاضلتي ... مازن بالخلف تأكدي من نزوله ...سأكون عند الحادية عشرة مساءا ً بإنتظارك هنا .
ــ وهو كذلك .
ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ــ وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته .
ــ كيف حالك ياخالة ؟
ــ الحمدلله .وأنت ِ كيف حالك ياخديجة ؟
ــ الحمد لله كل شيء على مايرام .
تجاذب لأطراف الحديث من هنا وهناك ....
ــ عفوا ً خالتي ... هناك أوراق تخص إبنك عبدالله كان قد وضعتها في حقيبة صغيرة بإحدى الخزانات ...ألمح تغيير كبير في أثاث المنزل ..يبدو بأنها حفظت في مكان آخر ؟
ــ نعم هي لدي . ولكن ماذا تريدين بها ؟
ــ هاتفني خالي اليوم وأخبرني بأن مصلحة المعاشات ترغب التأكد منها .
ــ هيا معي . إنها هناك داخل تلك الخزانة.
ــ أشكرك ياخالة.
ــ أمي ...
ــ نعم مابك يامازن ؟
ــ أرغب الذهاب لكي ألعب مع أخي أحمد وولد عمي .
ــ لالا . أبق بجانبي سأهديك فور إنتهائي لعبة جميلة وقطعة من الحلوى .
ــ حسنا ً .
ــ السلام عليكم .
ــ وعليكم السلام .
ــ هل وجدت ماتبحثين عنه ؟
ــ بكل تأكيد ياخالة . جميع الأوراق بحقيبتي سأذهب بها إلى خالي فور العودة مع منصور الليلة .
ــ عليك التنبيه على خالك بالحفاظ عليها وعدم التفريط .
ــ إن شاء الله .
العاشرة وخمس وخمسون دقيقة مساءا ً ...هناك طرق على الباب
ــ من الطارق ؟
ــ أنا منصور ياأمي .
ــ حسنا ً .
ــ السلام عليكم .
ــ وعليكم السلام .
ــ كيف حالك ياأمي ؟
ــ الحمدلله ياولدي .
ــ لقد أتيت في الموعد المحدد ...يبدو بأن الوقت صار يعنيك ...تعجبني الإنضباطية في المواعيد فهي لاتشت بال المنتظر . ... مازن ؟
ــ نعم ياأمي .
ــ استودع أخيك أحمد سنعود للبيت حالا ً .
(( أحمد عند الجدة يدرس بالصف الثاني ...مازن أجتاز الخامسة بقليل مع أمه )).
غادروا سويا ً وفي الطريق :
ــ هاهي الأوراق التي أتيت من أجلها ....هلا مررت بي على منزل خالي لكي أعطيه إياها ؟
ــ يبدو بأن الوقت متأخرا ً الآن ...وغدا ً الإربعاء نهاية دوام الأسبوع ..الكثير من الموظفين يغادرون مبكرا ً ...وخالك يخلد إلى النوم مبكرا ً كما أعلم .
ــ ومتى نذهب بها ؟
ــ مارأيك لو قمنا بزيارتهم ليلة الخميس وإعطاء خالك إياها ؟
ــ لابأس . ولكن لم تخبرني كيف كان حفل توديعكم ؟
ــ كان جميلا ً جدا ً ... تجلى فيه الكل وظهرت هناك مواهب لم أعهدها من قبل .
ــ لحظات الفرح غالبا ً يتجلى فيها أصحاب النفوس الجميلة الصادقة ....هناك روح خفية تصاحب الطيبون يامنصور.
وصووووووول ....دخوووووول ..
ذهب منصور إلى غرفته ...
خديجة أصطحبت مازن إلى غرفته الخاصة ..
الكل يتهيأ للنوم
الساعة تشير إلى الواحدة صباحا ً
ــ ماما ماما ؟؟؟. نداء يتبعه بكاء .
ــ ياإلهي يبدو بأن مازن أستيقظ وهناك مايؤلمه ؟
ــ مابك ؟
ــ بطني يؤلمني ..أريد الذهاب إلى الحمام ؟؟
ــ حسنا ً سأحملك إلى هناك . ( يبدو هزيلا )
ــ بعد انتهاءك ستجدني خارج الباب أنتظرك .
ــ هاقد خرجت ؟
ــ هل مازال هناك مايؤلمك ؟
ــ لالا أريد أن أنام .
ــ حسنا ً عد إلى فراشك ...هناك غطاء سأضعه عليك لكي تنام هادئا ً .
عادت خديجة أدراجها إلى غرفة نومها ...
ــ ماهنالك ؟
ــ لاشيء يبدو بأن الحلوى التي تناولها ببيت الجدة قد أصابته بمغص معوي .
ــ عليك بمفتاح الإضاءة ؟
ــ مالذي تريد ؟
ــ ارغب البحث عن ورقة تهمني كثيرا ً ....للتو أذكرها .
ــ هو ذاك .
منصور يرفع بصره إلى خديجة ...كانت قد أدرات رأسها نحو الخزانة ..
ــ ماهذا الذي يعلو مشبك شعرك ؟
ــ أين ؟
ــ تحسسي بيدك ستجدين ذلك العالق ؟
ــ ياإلهي إنها صورة عبدالله ؟؟!!كيف جاءت واستقرت بمشبك شعري ...لطفك يارب ..ماالسواة ؟
ــ ماالأمر ؟! يبدو وكأنها صورة ..هل لي برؤيتها ؟
ــ إنها صورة أخيك عبدالله .
ــ صورة أخي عبدالله !!! وتستقربين ظفائرك ...ماهذا يامرأة ؟
ــ أقسم بأني لاأعلم عنها شيئا ...ولاأدري كيف وصلت إلى هنا ؟!
ــ يبدو بأنها قدمت على بساط الريح المزعوم ...ماهذا الهراء ...صورة تستقر بمشبك شعرك ولاتعلمين عنها شيئا ...مثلك لايستحق العيش معه أيتها الخائنة ؟
ــ على رسلك يارجل ...أقسم بأني لاأعلم عنها شيئا ....غدائري كانت منثورة على وسادة سريرك قبل قليل ...وأنت شاهدت ذلك ؟
ــ كل هذا لايعنيني ....لاأنكر بأنك كنت محبة لأخي عبدالله وكان هو يستحق كل ذلك الحب ...ولكن كان يجب عليك أن تحافظي على مشاعري ...كيف لا وأنا لم أبخل عليك بشيء .
ــ أتق الله ياحبيبي ... أنا إبنة عمك ويعلم الله بأن حب عبدالله استودعت الله فيه عند زواجي منك .... لاتكن متسرعا ً في الحكم علي ّ ...يارب أجعل لي من هذا مخرجا .
ــ عفوا ً سيدتي ليس لدي مااقوله سوى الخروج بك الآن والذهاب بك إلى بيت أبيك ....لم تعد هناك حياة جديرة أن نعيشها سويا ...أنت طالق ياخديجة ...
سقوط مفاجيء لخديجة ...حالة إغماء ...إفاقة
عويل واضطراب بالمنزل ... رعشة وألم تصاحب خديجة ...وحرقة ذهبت بمنصور إلى كل مدارك الشكوك .
ــ بالباب أنا ...كوني على عجلة من أمرك ؟
ــ مازن ...إنهض ياحبيبي ...سنذهب إلى بيت جدك .
ــ أرجوك دعيني أنام أمي .
ــ أنهض ياولدي بسرعة .
ــ مابك باكية ؟
ــ لاشيء . دع كل شيء الآن سنعود له في الغد .
ــ هيا أخرجا بسرعة لكي أغلق الباب .
ــ مازن أنا بالخارج ماوراءك ؟هيا ياولدي ؟
ــ أريد صورة أبي ؟
ــ صورة أبيك بالداخل ستعود لها في الغد .
( لم تلحظ غرابة سؤال مازن عن صورة أبيه فلقد كانت في حالة إنهيار شديد )
ــ من الذي أعطاك الصورة يامازن هل أمك ؟ ومتى كان ذلك ؟ سأعطيك نقودا ً إذا أخبرتني .
ــ لالا . لم تعطني أمي إياها ...ولكن عندما كانت تبحث بين الأوراق في بيت جدتي سقطت الصورة ولم تلحظها ...أخذتها خلسة ووضعتها في جيبي ولم أخرجها الا بعد أن عدنا وعندما أردت أن أنام وضعتها بيدي يبدو بأنها سقطت في الحمام عندما حملتني أمي إلى هناك ؟؟!!
صمت وذهول
ــ أرأيت ... نطقتها أنت قبل قليل ...لاتوجد هناك حياة تستحق أن نعيشها معا ً ... إذا ً هو ذاك ...سر بنا يامنصور فلقد( سبق السيف العذل ).
*********