بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة (الفتاة الهاربة)
للكاتب الأديب عبد الوهاب الحمزي
(الحلقة الأولى)
في ما كان السوق مكتظا بالناس وهم يشاهدون هذه الفتاة الهاربة حيث كانوا يفسحون لها الطريق وبدون إن يعرفوا من تكون هذه الفتاة الجميلة فالكثير من الناس قد وصفها بالمجنونة والبعض يقولون لم تكون بالمجنونة ولكن انه العنف الذي يقع من الأزواج على زوجاتهم وذلك على أتفه الأسباب إلا أن سلوى لم تأبى من الناس الذين ينظرون إليهما وهي تمد خطواتها السريعة بما كانت ضفائرها الجدية تتصارع مع الرياح فتغطي تارة وجهها ومن ثم يلوح من جديد وكأنه قمر في ليلة ظلماء في حين كانت دموعها تنزل على خديها الورديان فصدق الشاعر معاوية عندما قال :
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد
إلا أن سلوى ليست مجنونة كما يقول البعض هناك أسباب وعوامل اجتماعية دفعتها إلى الهروب والانطلاق نحو الحرية
والابتعاد عن الظلم والقهر والاستعباد.
وقصة سلوى أنها كانت تعيش مع والدها الحاج عبد الله سعيد وأمها فاطمة وأخوها محمد الذي يواصل دراسته في المرحلة الإعدادية وكذلك والدها الحاج عبد الله سبق وان ترك البلاد وسافر إلى السعودية بعد أن احمل الكثير من الديون للناس جزاء الشريعة مع أخيه احمد سعيد الذي ظلمه من ورثة من المال والبيوت وغيره الذي خلفه والدهم سعيد عبد الله حيث كان احمد سعيد من عقال المدينة وله نقود وصداقة مع المسئولين في الحكومة فقد استطاع أن يعرقل مجرى العدالة لإصدار الحكم للقسمة بينه وبين أخيه لنظراء لما يقدمه من رشاوى للمسئولين في ما كان أخوه عبد الله فقيرا الأمر الذي جعله يترك زوجته وأولاده للعمل في السعودية فكان يرسل لهم بالمصاريف وتكاليف دراسة أولاده سلوى واحمد كما أن الحاج عبد الله أرسل ما يزيد على عشرين ألف ريال إلى يد المحامي عصام لكي يقوم بالمرافعة لإخراج الحكم من المحكمة بعد أن طال النزاع بينه وبين أخيه احمد سعيد حول القسمة كما أوصل الوكالة لعصام بدلا عن المحامي السابق الذي كان السبب في إطالة النزاع داخل المحكمة حول القسمة بعد أن تعذر على المحامي السابق الوصول إلى مخرج نهائي وربما كان ذلك يستمع إلى أخيه احمد سعيد الذي عرقل إصدار حكم المحكمة فقد قام عصام بزيارة إلى منزل أسرة الحاج عبد الله حيث استقبلته سلوى ووالدتها وتبادلان معه أحاديث عرقلة الحكم حول القسمة بين الحاج عبد الله وأخيه احمد سعيد ومن ثم قال عصام لهن أن الحاج عبد الله قد كلفه بالتوكيل لحل القضية وإخراج الحكم للقسمة لذلك قدما له سلوى القهوة فتبادلا كلاهما النظرات حيث أدرك عصام انه وصل إلى ما كان يبحث عنه منذ فترة وان هذا الجمال الذي أمتع به سلوى قد فاق كل ما يتصوره فقال لوالدتها هل تحتاجين فلوس أو أي خدمات أخرى فقالت سلوى شكرا لدينا ما يكفي وإنما نريد منك أن تنهي هذه القضية التي تحمل أبي الكثير من الديون ولم يصل إلى حل ينهي هذا النزاع الطويل الذي لا نعرف ما قد يكون له من عواقب خطيرة بين والدي وعمي احمد سعيد قال عصام سأقوم بكل الواجب وان شاء الله بعد أيام قليلة سيتم استخراج الحكم لان القضية واضحة كالشمس ولا يستطيع احمد سعيد أن يحرم أخيه من حق اقره الله ورسوله ومع ذالك غادر عصام المنزل في حين بدأت سلوى تفكر بين ما يقوله عصام حيث رأت في عينه ملامح الحب وقد يكون جادا في ذلك إلا أن الهم الذي أفكر فيه هو الدراسة والجامعة إلا انه في غياب والدي قد يكون المستحيل